الجسد
تعرّفي على جسدكِ عبر تحسين إدراكك لتركيبته وطبيعته، واعثري على إجابات لأكثر الأسئلة شيوعًا.
نشأت الكثيرات منا دون الحصول على التعليم الضروري الذي يساعدنا على فهم أجسادنا وجنسانيتنا، ومن دون أي تشجيع على الاستكشاف أو حتى الحوار حول هذه المواضيع.
خلال نشأتنا، كنّا نستخدم بعض الأسماء المستعارة لوصف الأعضاء الحميمة، وذلك لأن الأهل غالبًا ما يضغطون على الفتيات الصغيرات لتجاهل كل ما هو موجود أسفل سرّتهن، ويوبّخون بناتهم، أو يغيرون الموضوع، إذا أبدين أي فضول أو اهتمام بفرْجهن.
نتيجة لذلك، نشأنا ونحن لا نعرف الأسماء الصحيحة لأعضائنا الجنسية والتناسلية، وكيف تبدو، وكيف نعتني بها، وكيف نحدد عندما يكون هناك خطأ ما.
فبتنا كنساء نشعر بالانفصال والاغتراب عن هذا الجزء من حياتنا، مما يمنعنا من التعبير عن أنفسنا بشكل كامل جنسيًا، أو الاستمتاع بالعلاقة الحميمة مع شخص آخر، أو حتى تشخيص بعض الحالات الصحيّة الخطرة التي قد تشكل تهديدًا على حياتنا. نحمل وصمة العار حول أجسادنا وننقلها إلى الأجيال القادمة. فلنغيّر هذا الواقع الآن.
حان الوقت الآن لكي نتعرّف على أجزائنا الحميمة، الفرج والمهبل.
يشتمل الفرْج على مونس العانة (وهو اللحم الذي يعلو عظمة عانة المرأة) ، وغطاء البظر، والبظر، والشفرين الداخليين والخارجيين (المعروفين أيضًا باسم الشفرين الصغيرين والكبيرين)، ودهليز الفرج (وهو المساحة بين الشفرين الداخليين)، وفتحة مجرى البول (التي تنقل البول الى خارج الجسم)، وفتحة المهبل. يمكن لهذا المخطط أن يساعدك على فهم الأجزاء ومواقعها بشكل أوضح.
يقع البظر في الجزء العلوي من الفرج، تحت ما يسمى بغطاء البظر. ومن أجل دقة أكثر نبين في الجزء المبين في الرسم، الجزء المرئي الوحيد من البظر -ويسمى بالحشفة- حيث أن معظم أجزاء البظر تقع تحت أنسجة الفرج (راجعي الرسم التوضيحي التالي لرؤية مفصلة عن أجزاء البظر). يشبه البظر جبلًا جليديًا، لا يظهر منه إلا جزء صغير إلى السطح، هذا الجزء، أو الحشفة، هي الجزء الأكثر حساسية من البظر إذ تحوي آلاف النهايات العصبية، وتختلف في الحجم بين امرأة وأخرى، فيتراوح حجمها ما بين 0.5 و 3.5 سم بشكل عام.
يأتي الشفران في مجموعتين: الشفران الخارجيان (أو الشفران الكبيران) والشفران الداخليان (أو الشفران الصغيران). تُغطى الجوانب الخارجية من الشفرين الخارجيين بالجلد العادي وشعر العانة، بينما تُغطى الجوانب الداخلية بغشاء مخاطي، إذ يتميز الشفران الداخليان بأنهما أكثر رقة، وخاليان من الشعر. يكون الشفران الداخليان في معظم الحالات، أطول من الشفرين الخارجيين، وغالبًا ما يكونا غير متماثلين، إذ يلاحظ أن أحد جانبيهما يكون أطول من الآخر، كما ويختلف الشفران الصغيران والشفران الكبيران اختلافًا كبيرًا في الشكل والحجم من شخص لآخر.
تؤدي هذه الأشفار دورًا مهمًا، يقضي بحماية الأعضاء التناسلية الداخلية.
تقع فتحة مجرى البول أمام فتحة المهبل، داخل الشفرين الداخليين، وهي أول فتحة ستلاحظينها إذا نظرتِ إلى فرجك في المرآة، إذ تقع في الجزء العلوي من دهليز الفرج. تتصل الفتحة بالمثانة عبر أنبوب مجرى البول لتصريف البول إلى خارج الجسم.
الإكليل المهبلي (الذي يطلق عليه البعض تسمية غشاء البكارة) هو حافة نسيجية (طبقة جلدية رقيقة) عند الفتحة الخارجية للمهبل. يكون لها عادةً شكل حلقة أو هلال مع ثقب مركزي كبير. ومع ذلك، فإنه يختلف كثيرًا، ففي بعض الأحيان يمكن أن يحتوي الإكليل المهبلي على حواف أو عدة ثقوب ومن الممكن أن يتكون من طبقة شحمية رقيقة. تترك الأشكال الأكثر شيوعًا من الإكليل المهبلي مساحة كافية لخروج الدم خلال فترة الدورة الشهرية ولاستخدام السدادات القطنية أيضًا. نظرًا لتمزّقه الجزئي ومرونته، يمكن أن يسمح الإكليل المهبلي باستعمال السدادات القطنية أو البدائل الأخرى مثل أكواب الحيض دون أن يتسبب في تغييرات كبيرة في بنيته، وهذا يختلف بالطبع من امرأة لأخرى. من النادر جدًا أن يغطي الإكليل المهبلي المهبل بالكامل.
في اللغة العربية، تعني كلمة "غشاء" الغلاف أو ما يُغلف به الشيء، مما يُقصد به أن الغشاء مغلق، ولكن ذلك إن كان صحيحًا فهو من المفترض أن يؤدي إلى إغلاق فتحة المهبل. ولكن، من الناحية الفسيولوجية، نادرًا ما يكون الأمر كذلك، لذلك فإن هذا الاسم يُعتمد لدعم الفكرة القائمة على كون الإكليل المهبلي أو ما يسميه البعض بغشاء البكارة قابلًا للتمزق، وبالتالي للتأكيد على أهمية "العذرية" من المنظور المتعارف عليه.
إن الإكليل المهبلي فريد من نوعه، تمامًا كما أنت فريدة من نوعك، إذ يأتي مثل الفرج بأشكال وأحجام مختلفة. يبدو مختلفًا تمامًا من أنثى إلى أخرى، ويمكن أن يتغير شكل الإكليل المهبلي وحجمه ومرونته بشكل كبير تماشيًا مع عمر الأنثى بسبب التغيرات في مستويات هرمون الإستروجين والأنشطة البدنية. يمكن أن تسمح مرونة الإكليل المهبلي أيضًا بالاحتفاظ بشكله حتى بعد أول إيلاج، بحسب جسم المرأة، وهو ما يجدر تذكره دائماً. إن شكل الإكليل المهبلي ليس مؤشرًا على النشاط الجنسي.
.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك