إن الحيض المصحوب بآلام منهكة رهيبة ليس أمرًا طبيعيًا، بل علامة تدل على مشكلات جسدية أو نفسية. يمكنكِ توقع الشعور بآلام خفيفة وانزعاج نتيجة التقلصات، لكن عليكِ البحث ومعرفة سبب الألم الحاد الذي يعيق حركتك ونشاطك اليومي أثناء حيضتك.
نعلم أن الوصول إلى أصل المشكلة ليس أمرًا سهلًا، خصوصًا إن تجاهل الأطباء ألمكِ باعتباره أعراضًا طبيعية للحيض..
أعددنا لكِ قائمة بالأسباب المحتملة لتلك الآلام لإرشادكِ في هذه الرحلة
أنواع الحيضات المؤلمة
يطلق على الحيض المؤلم مصطلح "عسر الطمث"، ومن المهم التفرقة بين نوعي عسر الطمث الأولي والثانوي.
عسر الطمث الأولي
يشير هذا المصطلح إلى تشنجات الحيض التي تعاني منها المرأة قبل الحيض أو خلاله دون وجود أي مشكلة طبية كاملة، حيث تنتج بطانة الرحم مواد كيميائية طبيعية تدعى البروستاجلانديات التي تسبب تقلص عضلات الرحم ونزيف شعيراته الدموية مما يؤدي إلى الشعور بانزعاج وألم بسيط.
ترتفع نسبة البروستاجلانديات في جسدك في اليوم الأول من حيضتك، ثم تنخفض مع استمرار النزيف ونزول بطانة الرحم، لهذا السبب يقل الألم بعد الأيام الأولى من الحيض. تشيع هذه الآلام بين النساء اللاتي بدأت حيضاتهن قبل بلوغهن سن ١١.
عسر الطمث الثانوي
ويشير إلى حالة تنتج عن اضطراب في الأعضاء التناسلية، ويتفاقم الألم مع مرور الوقت ليستمر لفترة أطول من تقلصات الحيض العادية.
الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب عسر الطمث الثانوي
- اضطراب ما قبل الحيض (PMDD) هو نوع أكثر حدة من متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، وتعاني منه العديد من النساء دون أن يدركن إمكانية علاج هذه الحالة. تشمل الأعراض التشنجات الشديدة، والتهيج، والغضب، والتقلبات المزاجية الحادة، والاكتئاب، والتقيؤ، وآلام الظهر، والدوخة، والبارانويا. لم يتوصل الباحثون لسبب هذا الاضطراب على نحو دقيق، لكنهم يعتقدون أنه ردة فعل غير طبيعية للتغيرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث خلال الدورة الشهرية.
- انتباذ بطانة الرحم هي حالة تنمو فيها خلايا شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم وفي أجزاء أخرى من الجسم، مثل قناتي فالوب، أو المبيضين، أو الأنسجة المبطنة للحوض، في حالات أكثر خطورة، يمكن أن تنمو الخلايا على المثانة، والوعاء، والحجاب الحاجز، والكبد، والرئتين، وحتى الدماغ. خلال فترة الحيض، يسبّب تساقط هذه الخلايا ألمًا شديدًا.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) هي اضطراب هرموني يتسبب في ظهور أكياس صغيرة أو أكياس مملوءة بالسوائل في المبايض، مما يخل بانتظام الحيض، ويزيد من آلامه.
- الأورام الليفية في الرحم هي أورام غير سرطانية تنمو داخل الرحم أو حوله، ويمكن أن تسبّب الحيض المؤلم والنزيف الشديد، غير أن هذه الأورام ليس لها أعراض على الأغلب.
- مرض التهاب الحوض (PID) هو عدوى تصيب الرحم، أو قناة فالوب، أو المبايض، وغالبًا ما تسببها البكتيريا المنقولة جنسيًا التي تؤدي إلى التهاب الأعضاء التناسلية والشعور بالألم.
- العضال الغدي هو حالة نادرة جدًا حيث ينمو النسيج الذي يبطن الرحم داخل جدار الرحم العضلي، مما يسبب الالتهاب والضغط الشديد، ويؤدي إلى حيضات أثقل وأكثر ألمًا.
- عنق الرحم الضيّق هو حالة نادرة يكون فيها عنق الرحم صغيرًا جدًا وضيقًا، فيبطئ من تدفق دم الحيض، مما يسبب زيادة الضغط داخل الرحم، والشعور بالألم.
- تؤدي بعض التشوهات في الرحم، أو قناتي فالوب، أو الأعضاء التناسلية الأخرى، التي قد تعاني منها المرأة منذ ولادتها إلى الألم أثناء الحيض.
- تنشط بعض الحالات الطبية مثل مرض كرون واضطرابات المسالك البولية خلال فترة الحيض وتسبب الألم.
تشخيص أسباب آلام الحيض
قد يجري طبيبك أو طبيبتك واحدًا أو أكثر من الفحوصات التالية لتشخيص آلام حيضتك:
- فحص قاع الحوض: فحص لأعضاء قاع الحوض، يشمل الرحم، وعنق الرحم، والمهبل، والمبيض، وقناتي فالوب.
- فحص الدم: يجرى للبحث عن علامات فقر الدم ونقص الحديد، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو تشوهات تخثر الدم.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: تستخدم لإنتاج صور للرحم، وعنق الرحم، وقناتي فالوب، والمبيضين.
- مسحة عنق الرحم: يتم فحص عينة من خلايا عنق الرحم تحت المجهر بحثًا عن عدوى أو تغييرات قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان أو تكون سرطانية.
- خزعة بطانة الرحم: يأخذ هذا الاختبار عينة صغيرة من نسيج بطانة الرحم لفحصها تحت المجهر.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لا يتطلب هذا الاختبار الجراحة، كما أنه غير مؤلم، وينتج عنه صورًا مفصلة لأعضاء الحوض.
ملاحظة أخيرة
تذكري، لا تتجاهل أعراضك إذا شعرتِ بوجود خطبٍ ما. معرفتكِ بجسدكِ هي أهم من أي معرفة، فثقي بقدرته على التواصل معكِ.
تحدثي مع طبيب أو طبيبة تثقين بها، واطرحي الأسئلة حول حالتكِ لتحصلي على الدعم الذي تستحقين.