الجسد
تعرّفي على جسدكِ عبر تحسين إدراكك لتركيبته وطبيعته، واعثري على إجابات لأكثر الأسئلة شيوعًا.
نشأت كثيرات منا على فكرة أن الألم رديف الجنس، فصرنا نتقبل هذا الألم ونعتبره ثمنًا لأنوثتنا. إلا أن هذه الفكرة خاطئة في الأصل وتضر بنساء كثيرات، إذ ما من امرأة تستحق عيشتلك المعاناة.
إن نشأتِ، مثلنا، في ثقافة تعتبر الجنس مخجلًا ومعيبًا ولا ينبغي التفكير به أو التحدث عنه قبل الزواج، فإن تجربة الجنس المؤلم قد تأتي صعبة للغاية ومن شأنها أن تشعركِ بالوحدة. إذ لا أحد حولكِ آنذاك تتحدثين إليه، ولا مصادر تساعدك على فهم أسباب ما تواجهينه، وستكون ثقافة العار السبب الرئيس للألم الذي تشعرين به.
نحن هنا للقول إن تجربتكِ مهمة وآلامك تستدعي الاهتمام. إليكِ بعض العوامل التي قد تسبب شعوركِ بالألم أثناء ممارسة الجنس.
هناك عوامل جسدية وأخرى نفسية لكنها تتجلى أيضًا في أعراض جسدية. في هذا المصدر، نذكر العوامل الأكثر شيوعًا.
تشمل الأسباب الجسدية الشائعة ما يلي:
ترتبط الأسباب بحال الأعصاب أو العضلات أو الجلد، وقد تكون هرمونية أو ناتجة من التهابات معينة. لكن في بعض الحالات يتعذر تحديد سبب جذري واحد.
أكثر الحالات الجسدية شيوعًا حين يتعلق الأمر بالجنس المؤلم هي آلام الأعضاء التناسلية، وعُسر الجماع.
آلام الأعضاء التناسلية آلام مزمنة في الفرج، أي المنطقة الواقعة خارج الأعضاء التناسلية للمرأة. تصف النساء الألم بأنه يحاكي الحرقة، أو اللسع، كما يشكونَ من الحكة وخشونة ملمس المنطقة. تُشخص هذه الحالة حين يستمر الألم لأكثر من ثلاثة أشهر من دون سبب واضح، كالعدوى أو اضطرابات الجلد.
ألم الدهليز (PVD) مجموعة فرعية من آلام الأعضاء التناسلية، حيث تشعر المرأة بالألم عند لمس الدهليز، أي المنطقة المحيطة بمدخل المهبل، أو الضغط عليها.
عُسر الجماع مصطلح يشير إلى ألم متكرر في منطقة الأعضاء التناسلية أو داخل الحوض قبل ممارسة الجنس، أو أثناءه أو بعده. قد يكون الألم حادًا وشديدًا، وقد يكون سطحيًا (أي في مدخل المهبل) أو عميقًا (أي داخل الحوض). ولعسر الجماع أسباب كثيرة، لكن يمكن علاجها جميعًا. تشمل الأسباب آلام الأعضاء التناسلية، وآلام الدهليز (PVD)، والتشنج المهبلي.
"تخيلي أن يرنّ إنذار المنزل حين تهبّ رياح خفيفة، لا حين يحاول أحدهم اقتحام المكان. هكذا تشعر بعض النساء بألم الفرْج عند لمسه، وأحيانًا من دون لمسه. هذا الحافز ليس مؤلمًا لدى أغلبية النساء، وقد لا تلاحظينه أبدًا. لكن دماغ المرأة بحالة عُسر الجماع يسجل هذا اللمس كمحفز مؤلم للغاية، ويتفاعل جسمها مع هذه اللمسة الخفيفة (أو الإيلاج) كما لو أنها اختراقًا حادًا".
د. لوري بروتو، خبيرة نفسية
تحدث هذه الاستجابة من الدماغ والجسد بسبب النشاط المفرط للجهاز العصبي المركزي الذي تقل قدرته على التمييز بين أنواع الألم المختلفة، وبمرور الوقت، تترك هذه الحالة آثارًا سلبية، كما تعزّز مشاعر العار والذنب.
قد ترجع أسباب الجنس المؤلم إلى عوامل نفسية، منها التكيّف الاجتماعي والاعتقادات الثقافية عن الجنس التي تصعّب على المرأة ممارسته، حتى بعد الزواج. وتترسخ هذه الاعتقادات في ذهن المرأة فتترجمها لاحقًا إلى خوف من الإيلاج، مما يكوّن لديها عقبة نفسية تتجلى جسديًا خلال ممارسة الجنس.
وبما أن الجنس يبدأ من الدماغ، فإن الأخير مسؤول عن ردة فعل الجسد، أو المِهبل على وجه التحديد في هذه الحالة، لمحاولة حماية نفسه.
تتمثل أكثر الحالات النفسية شيوعًا بالتشنج المهبلي، الذي يشكل أيضًا سببًا رئيسًا لمشكلة الزواج غير المكتمل السائدة في الشرق الأوسط.
التشنج المهبلي حالة تعاني فيها النساء من تشنج لا إرادي في عضلات المهبل يتكرر باستمرار ويؤدي إلى إغلاق فتحة المهبل، مما يجعل الإيلاج مؤلمًا للغاية أو مستحيلًا. يرتبط هذا الانقباض المهبلي بحالات نفسية مثل القلق أو الخوف من الإيلاج. كما يمكن للمرأة التي تتمتّع بإيلاج غير مؤلم في العادة أن تصاب بتشنج مهبلي في مرحلة لاحقة من حياتها، بعد الإنجاب مثلًا.
قد يأتي التشنج المهبلي في هيئة أعراض جسدية، إلا أنه في الأصل حالة نفسية.
وأظهرت دراسات عديدة أن ضآلة المعرفة الجنسية تعد من أهم العوامل المؤدية للإصابة بالتشنج المهبلي. كما تتضمن هذه العوامل أيضًا الاعتداء الجنسي، ورهاب الألم أثناء ممارسة الجنس، والمحرمات الدينية والثقافية - العائلية، والقلق، وغيرها من أبعاد وصدمات.
للتشنج المهبلي تأثير كبير على حياة المرأة وعلاقتها بنفسها وبمن تحب أو ترغب، وكذلك على قدرتها في الحمل والإنجاب.
من المهم استشارة أطباء أو معالجين متخصصين في أمراض النساء، أو العجز الجنسي، أو مشكلات قاع الحوض، بغية اعتماد أفضل علاج لحالتكِ، بغض النظر عن العوامل المسببة.
يمكن للطبيب/ة إجراء فحوصات جسدية، وتحديد السبب الكامن وراء الألم المرافق للممارسة الجنسية، ثم التوصية بعلاج مناسب. هناك حلول لهذه المشكلة، فلا تخشي طلب المساعدة.
إن سبق وتعرضت لصدمات جنسية من قبل، قد تشعرين بالتوتر النفسي أو حتى الجسدي، ومن المفيد في هذه الحالة مناقشة حدودك مع من تحبين أو ترغبين قبل الانخراط بأي نشاط جنسي، ويمكنكما مع الوقت، بعد ذلك، محاولة الإيلاج ببطء ودراية. ابحثي عن شخص يمكنكِ الوثوق به، سواء صديقة أو فردًا من أفراد عائلتك أو معالجًا أو معالجة نفسية، فوجود أفراد داعمين من حولك سيساعدكِ على تخطي المشكلة.
.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك