الألم طريقة يعتمدها جسدك لإخبارك بوجود خطب ما

إن الألم ليس مجرد انزعاج بسيط يمكنك التغاضي عنه، بل هو إشارة واضحة يرسلها إليك جسدك، تتطلب منكِ الوعي والاهتمام. فإن كنت خير مستمعة لجسدك، ستتمكنين من خلق علاقة وطيدة قائمة على الفهم والتواصل العميق مع جسدك، وستكونين قادرة على استشعار أي مشكلة يعاني منها، وملاحظة أي أعراض مستجدة تطرأ عليه.

قد نعاني نحن النساء من أنواع مختلفة من الألم على مدار حياتنا، فلنفصلها معًا.

١. تشيع آلام الحيض المبرّحة بين النساء، لكن ذلك لا يعني أنها طبيعية.

لقد صدقنا جميعًا خلال نشأتنا الأسطورة القائلة أن الألم هو جزء من الحيض، ولا علاج له، والحل أن نتقبّل الألم ونعيش على المسكّنات، فالمعاناة، كما تقول الأسطورة، هي قَدَرنا.

من المتوقع أن تعاني من بعض التقلصات والآلام الخفيفة في فترة الحيض، لكن الألم المنهكِ الذي يمنعكِ من أداء مهامكِ اليومية هو علامة على وجود مشكلة ما، مثل الانتباذ البطاني الرحمي، أو العضال الغدي، أو الاختلالات الهرمونية، أو التهاب الحوض.

ننصحكِ بالتحدث مع طبيب أو طبيبة إذا كنت تعانين من آلام شديدة في فترة الحيض. لا تتجاهلي ألمكِ لأنه شائع بين صديقاتكِ وأفراد عائلتكِ فقد يؤدي ذلك إلى تأخر التشخيص وحدوث المزيد من المضاعفات، واعلمي أنه من حقكِ أن تكون حيضاتكِ صحية وخالية من الألم.

٢. الجنس المؤلم ليس طبيعيًا.

سمعنا جميعًا أن تجربتنا الجنسية الأولى ستكون مؤلمة وغير مريحة، كانت هذه الطريقة التي تعرفنا بها إلى فكرة الجنس، ثم ترسّخت تلك الفكرة في أذهاننا واعتبرنا الألم جزءًا من المعادلة.

من الشائع الشعور ببعض الألم خلال التجربة الجنسية الأولى، إلا أن الجنس بشكل عام غير مؤلم. إذا كنتِ تعانين من ألم مستمر في كل مرة تمارسين فيها الجنس، قد يكون ذلك دلالة على حالة جسدية أو نفسية، مثل جفاف المهبل، أو الاختلالات الهرمونية، أو وجود الالتهابات، أو الانتباذ البطاني الرحمي، أو التهاب الحوض، أو التهاب الفرج، أو التشنج المهبلي.

استشيري طبيبك أو طبيبتك لإجراء الفحوصات لتحديد السبب وراء ألمكِ، ووصف علاج مناسب. لا تخافي من الحديث عن ما تشعرين به، فهناك دائمًا حلول ناجعة.

٣. لا تقللي من شأن آلام الحمل.

قلنا مرارًا وتكرارًا أن من حقكِ الحصول على كل الدعم الجسدي والعاطفي والنفسي حين تشرعين في رحلة الحمل والولادة، فتلك التجربة التحويلية تتطلب دعمًا مستمرًا ورعاية شاملة لضمان رفاهك أنتِ وطفلك.

يتسبب الحمل بالعديد من التغيرات الجسدية والهرمونية التي تأتي مع آلام وانزعاجات، لكن لا تتجاهلي أبدًا أي آلام شديدة أو مستمرة.

تواصلي مع مقدمي الرعاية الصحية، واطلبي الدعم من أحبائك، وثقفي نفسكِ حول كيفية فهم ألمك. سيساعدك ذلك في اجتياز هذه المرحلة المهمة من حياتك.

ملاحظة أخيرة

الألم نداء عاجل يتطلب انتباهك. حين تدركين ذلك، ستستمعين لجسدك على نحو أفضل، وتمضين في طريق الشفاء بخطوات ثابتة.

مصادر ذات صلة

 

الجسد

ما يحدث خلال فحص مسحة عنق الرحم – امرأة عربية تجيب 

اقرئي الآن