الجسد
تعرّفي على جسدكِ عبر تحسين إدراكك لتركيبته وطبيعته، واعثري على إجابات لأكثر الأسئلة شيوعًا.
نتحدث في مَوْج دوْمًا عن أهمية اللغة في صياغة علاقتنا بأنفسنا وأجسادنا. فعلى الرغم من قدرة الكلمات أحيانًا على إطالة أمد مشاعر الخزي والعار واستبقائها، إلا أنها تتمتع، في أحيان أخرى، بجمالٍ وقوة علينا تقديرهما.
فكم جميل أن تكون كلمة الرَحِم باللغة العربية مشتقة من جذر الرحمة؟
بيت منبت الجنين والشرنقة التي ينمو فيها؛ علاقة القرب والألفة، أو مصدرها وأسبابها.
الرُّحْم والرُّحُم: العطف والرحمة.
يعدُّ ذلك الجزء المذهل من أجسادنا بمثابة موطننا الأول على الأرض ومقر الحياة، ومع ذلك، يبقى أمامنا الكثير لنتعلمه عن الرَّحِم. انضمي إلينا كي نلقي نظرة فاحصة على الرَّحِم من قرب.
يقع الرحم أسفل البطن ضمن جهازكِ التناسلي، وهو عضو عضلي على شكل كمثرى، ويتكون من ثلاثة أجزاء رئيسة: القاع (الجزء العلوي)، والجسم (الجزء المركزي)، وعنق الرحم (الجزء السفلي).
أما جدار الرّحم، فيتكون من ثلاث طبقات: بطانة الرحم الداخلية، وعضل الرحم الأوسط، والجزء الخارجي من محيط الرحم.
وبالإضافة لذلك ، تمتد قناتا "فالوب" من جانبي الرَّحِم، وتؤديان دور نقل البويضات من المِبيَض إلى الرحم.
سيُساعدك فهم الأجزاء المختلفة للرَّحِم على تصور بنيته وفهم وظائفه على نحو أفضل.
تتمثل الوظيفة الأساسية للرحم في توفير بيئة تغذي البويضة المخصبة وتنميها لتسهيل حدوث الحمل، إلا أن وظيفته تستمر حتى بعد حدوث الحمل.
أولاً، يلعب الرَّحِم دورًا مهمًا في دورتكِ الشهرية. ففي كل شهر، تزداد سماكة البطانة الداخلية للرحم استعدادًا لاحتضان البويضة المخصبة. وإن لم يحدث الإخصاب، تتساقط تلك البطانة السميكة مع الحيض. تعتبر هذه العملية الشهرية جزءًا أساسيًا من عمل الجهاز التناسلي الأنثوي والتوازن الهرموني.
ثانياً، للرحم دور مهم في الإثارة الجنسية. فحين تثارين جنسيًا، يرتفع الرَّحِم إلى أعلى وتُعرف هذه العملية باسم "خيمة الرحم". حين يرتفع الرَّحِم إلى أعلى، تزداد مساحة المِهبل، مما يمنحكِ المزيد من الراحة والمتعة الجنسية.
ثالثًا، يؤثر الرَّحِم في صحة العظام، حيث يُنتج الجسم هرمون الإستروجين الذي يحمي العظام استجابةً للتغييرات المنتظِمة في الرَّحِم والمِبيَض أثناء الدورة الشهرية. وتنخفض مستويات الإستروجين بمقدار كبير بعد انقطاع الطمث وتوقف الدورة الشهرية، مما يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام.
أخيرًا، لا تقتصر وظيفة تقلصات الرحم على عملية دفع الجنين أثناء الولادة، بل يتقلّص الرَّحِم أيضًا عند النشوة الجنسية. ويعتقد بعض الباحثين أن تلك التقلّصات تساعد في نقل الحيوانات المنوية من عنق الرَّحِم إلى الرَّحِم.
من هنا نرى أن أدوار الرَّحِم في جسد الأنثى متعددة، وتمتدُّ إلى ما بعد الحمل والإنجاب.
تترابط وظيفتا الرّحِم والحيض على نحو وثيق، فحيضتكِ هي نتيجة التغييرات الطبيعية التي تحدث داخل رَحِمك.
تنخفض مستويات الهرمونات في جسدكِ حين لا يتم تخصيب البويضة، مما يؤدي إلى تفكك بطانة الرحم ونزول دم الحيض.
في حالة حدوث الإخصاب، يبدأ الجنين رحلته عبر قنوات "فالوب" إلى الرَّحِم، حيث يزرع نفسه في بطانته السميكة، ويستمد منه الغذاء والأوكسجين اللازمين لدعم نموّه.
قد يتعرّضُ الرحم، مثل غيره من أعضاء الجسم، لمشكلات صحية مختلفة، من بينها الانتباذ البطاني الرحمي، والأورام الليفية، والأورام الحميدة، والعضال الغدي.
تسلّحكِ بالمعرفة خير وسيلة دفاع، إذ بالمعرفة تتمكنين من اتخاذ قرارت مستنيرة بشأن صحتك الإنجابية.
نوصيكِ بجدولة زيارات دورية لطبيبكِ أو طبيبتكِ لإجراء فحوصات الحوض ومسحات عنق الرحم، وغيرها، على النحو الموصى به. تساعدكِ الفحوصات في الكشف عن أي مشكلات محتملة بوقت مبكر.
أخيرًا، يؤثر نمط حياتك على صحة رحِمك. حاولي اتباع نظام غذائي متوازن، ومارسي التمارين الرياضية بانتظام، وحافظي على وزن صحي للحفاظ على صحة رَحِمك وصحتكِ الإنجابية عمومًا.
.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك