الجسد
تعرّفي على جسدكِ عبر تحسين إدراكك لتركيبته وطبيعته، واعثري على إجابات لأكثر الأسئلة شيوعًا.
تلقّت الكثيرات منا خلال نشأتنا رسائل تربوية، صريحة أو ضمنية، خلاصتها أن أجسادنا محظورة علينا، وليست ملكنا وحدنا. هذه الأفكار التي سيطرت على أذهاننا طوال سنوات يمكن أن تنتج تداعيات عديدة، بدءًا من شعور الانفصال عن أجسادنا وصولًا إلى انعدام قدرتنا على اختبار المتعة. تقنية "تحديد مواقع المتعة" هي إحدى الطرق التي يمكننا اعتمادها للبدء في إعادة بناء التواصل مع أجسادنا وحياتنا الجنسية ومتعتنا، أو استكشاف تلك الجوانب على نحو أعمق.
تقوم تقنية تحديد مواقع المتعة في الجسد على استكشاف المواضع التي تشعرين بالمتعة عند لمسها أو تحفيزها. يمكنك إجراء هذا التمرين بمفردك أو مع من تحبين أو ترغبين، وهو يتضمن لمس أو مداعبة أجزاء مختلفة ومتنوعة من الجسم – وليس فقط الأجزاء التي تظنين أنها قد تشعرك بالمتعة – بغية تحديد مناطق اللذة الخاصة بك.
إن الهدف من تطبيق تقنية تحديد مواقع المتعة هو اكتساب قدرة أكبر على فهم الجسد واكتشاف الممارسات التي تُشعره بالمتعة، مما قد يساهم في تحسين شعور الثقة بالنفس من الناحية الجنسية، والرضا الجنسي، إلى جانب تعزيز الحميمية في العلاقات. وتلعب هذه التقنية دورًا بارزًا أيضًا في التواصل مع الشركاء بشأن أنواع اللمس ومواقع التحفيز المثيرة للذة.
من ناحية أخرى، يمكن لتقنية تحديد مواقع المتعة أن تمنح العديد من الفوائد للأشخاص الذين سبق لهم وتعرّضوا لصدمة جنسية أو أي نوع من الممارسات التي قد ينتج عنها أذى جنسي، فهي قد تساعدهم في استعادة الثقة والشعور بالراحة عند اللمس الجسدي وفي المواقف الحميمة. وهنا، في هذه الحالات، نوصي بالحصول على إرشاد من قبل معالجين أو مدربين متخصصين في هذا المجال.
يمكن الاعتماد على تقنية تحديد مواقع المتعة كأداة فاعلة لاكتشاف الذات من الناحية الجنسية، والمساعدة في تعزيز المتعة الجنسية. تساهم هذه التقنية أيضًا في توطيد العلاقة الإيجابية مع الجسد، وهي مفيدة لأي شخص بغض النظر عن مدى معرفته ومستوى تجربته الجنسية.
إليك بعض النصائح والخطوات لإرشادك ومساعدتك إن كانت هذه تجربتك الأولى
تأكدي من وجودك في مكان خاص ومريح حيث لن يتم إزعاجك. قد يكون هذا المكان غرفة نومك، أو الحمام الخاص بك، أو أي مكان تشعرين فيه بالراحة والأمان. يمكنك جعل الإضاءة خافتة، أو إضاءة الشموع، أو تشغيل موسيقى هادئة إن كان ذلك يساعدك على الاسترخاء.
خذي بعض الوقت للاسترخاء والانسجام مع جسدك. قد يشمل ذلك تمارين التنفس العميق أو التأمل أو حمّام دافئ. الغاية من ذلك هي أن تشعري بالراحة والحضور مع ذاتك قدر الإمكان.
بادري إلى لمس جسدك بأساليب غير جنسية. قد يكون ذلك عبر مداعبة ذراعك أو لمس وجهك أو تحريك يديك على ساقيك. ركزي على الأحاسيس التي تثيرها فيك كل هذه اللمسات وعلى المواضع التي تستجيب للمساتك على نحو إيجابي.
جربي أنواعًا مختلفة من اللمسات، مثل تلك الخفيفة الشبيهة بلمسة الريش على بشرتك، أو اللمس بقوة أكبر إلى حد التدليك، أو اللمس بسرعات مختلفة. راقبي الاستجابات المختلفة لجسدك تجاه هذه التغييرات.
أثناء الاستكشاف، لاحظي المناطق الأكثر استجابة للمس. قد تلاحظين وجود استجابات جسدية متنوّعة، مثل القشعريرة أو شد العضلات عند لمس مواضع معينة من جسدك، بينما تشعرين بكل بساطة بالراحة عند لمسك مواقع أخرى.
عندما تشعرين أنك أكثر انسجامًا مع جسمك، يمكنك البدء باستكشاف المناطق الأكثر ارتباطًا بالجنس إذا شعرت بالراحة الكافية للقيام بذلك. هذه المرحلة اختيارية تمامًا، ولا ينبغي الخوض فيها إلا إذا شعرت أنها تناسبك.
لا داعي للاستعجال عند ممارسة تقنية تحديد مواقع المتعة. الهدف هو استكشاف جسدك والتعرّف عليه، وليس بلوغ النشوة الجنسية (مع العلم أن بلوغك النشوة في هذه المرحلة هو أمر رائع إن حصل!)
إن الاحتفاظ بدفتر يوميات لكتابة اكتشافاتك هو فكرة رائعة. فيمكن أن يساعدك ذلك في تذكر أكثر أنواع اللمس متعة في جسدك والمناطق الأكثر استجابة، كما يمكنك استخدامه كوسيلة للتواصل مع من تحبين أو ترغبين بشأن ما تفضلينه جنسيًا.
يمكن أن تتنوّع الأشكال التي تستجيب بها أجسادنا للمس مع اختلاف الأوقات والظروف، لذلك نوصي بتكرار هذه العملية بانتظام، للتعلم المستمر والتعمّق أكثر في معرفة أجسادنا وتطوير قدراتنا على إدراك استجاباتها والتكيّف معها.
في حين أن تقنية تحديد مواقع المتعة يمكن أن تشكّل أداة فعالة للشفاء من الصدمات الجنسية، إلا أنها يمكن أن تستحضر الذكريات أو أن تثير العواطف المؤلمة لدى البعض. لذلك ننصح بشدة باستشارة المعالج النفسي قبل البدء بممارسة هذا التمرين، وإشراكه في العملية، إذ يمكن لهذا الأخصائي تقديم الدعم والتوجيه بما يتناسب تمامًا مع احتياجات الشخص الذي يعاني من الصدمة، والمساعدة في معالجة أي تداعيات يمكن أن تنتج من هذه الممارسة.
من الضروري التأكد من أنك في بيئة آمنة ومريحة حيث تشعرين بالقدرة على التحكم بجسدك ونفسك، وتذكري أنه يمكنك التوقف في أي وقت إذا شعرت بالارتباك أو التوتر. يمكن أن تساعد تقنيات التأريض، التي تحصر تركيزك بالأحاسيس الآنية والمكان الذي تتواجدين فيه راهنًا، على تجنب الانغماس في المشاعر أو الذكريات السلبية. ضعي سلامتك وراحتك ورغبتك بالقيام بهذه العملية على رأس سلم الأولويات دائمًا.
المفتاح الأساسي هنا يتمثل بمقاربة هذا النشاط بانفتاح، والشعور بالفضول تجاه جسدك واستجاباته. ليس هناك طريقة صحيحة أو خاطئة عندما يتعلق الأمر بالأحاسيس، فكل جسم يستجيب بطرقه الخاصة والمختلفة لأنواع اللمس المتنوّعة.
تقوم تقنية تحديد مواقع المتعة في الجسد على استكشاف المواضع التي تشعرين بالمتعة عند لمسها أو تحفيزها. يمكنك إجراء هذا التمرين بمفردك أو مع من تحبين أو ترغبين، وهو يتضمن لمس أو مداعبة أجزاء مختلفة ومتنوعة من الجسم – وليس فقط الأجزاء التي تظنين أنها قد تشعرك بالمتعة – بغية تحديد مناطق اللذة الخاصة بك.
.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك