
الجسد
تعرّفي على جسدكِ بشكل أعمق، وافهمي تركيبته وطبيعته ووظائفه الفسيولوجية، وكيفية تفاعله مع التغيرات المختلفة، واكتشفي إجابات واضحة ومفيدة لأكثر الأسئلة شيوعًا.
نجيب هذا الشهر عن ثلاثة أسئلة وردتنا من مجتمع موج عن التحديات التي تواجهنا أحيانًا في خلق مزاج مناسب لممارسة الجنس، وعن الأفكار الجديدة والمبتكرة لبناء الإثارة، ومتى يصبح إمتاع الذات مشكلة.
ج: من الطبيعي تمامًا عدم الشعور أحيانًا باندماج تام ورغبة في ممارسة العلاقة الجنسية. فهذا أمر شائع ولا يعني أن لديكِ مشكلة أو خلل.
رغبتك في ممارسة الجنس تتأثر بعوامل عدة تؤثر فيكِ جسديًا ونفسيًا. فمثلًا، تقل رغبتكِ الجنسية إن كنت تشعرين بالتوتر أو كنتِ مشغولة بالعمل أو بمسائل شخصية أو أي ضغوطات أخرى؛ فجسمك يعطي الأولوية للتعامل مع هذه الضغوط بدل التركيز على الأنشطة الحميمية.
وعلى نحو مماثل، إن كنت مرهقة جسديًا أو عاطفيًا، من الطبيعي أن تنخفض مستويات طاقتك، مما يصعب عليك الشعور برغبة في ممارسة الجنس.
من المهم معرفة أن ردود أفعال الأشخاص تختلف تجاه العوامل الخارجية، فقد لا تؤثر ضغوط معينة في شخص ما، بينما تُفقد شخصًا آخر أي رغبة في ممارسة أي نشاط جنسي.
كذلك قد يصعب عليكِ التواصل مع الآخرين إن كان ذهنكِ وتفكيرك في مكان مختلف، لذا حاولي تخصيص وقت محدد لمشاركة بعض اللحظات الحميمية مع من تحبين أو ترغبين، واحرصي ألا يقاطعكِ أحد خلال ذلك الوقت.
إن كانت علاقتكما تعاني من التوتر أو الاختلاف أو البعد، فقد يؤثر ذلك أيضًا في رغبتك. تواصلي بصدق وصراحة مع الطرف الآخر، وحاولي إعادة بناء الرابط العاطفي بينكما للحفاظ على رغبتكما الجنسية.
استكشفي هذه الأسباب الخمسة الشائعة التي قد تعيق شعور الرغبة في ممارسة الجنس.
من المهم أيضًا معرفة أن أجساد النساء تختلف في استجابتها للمحفزات الجنسية وبلوغ النشوة، وما يمتع امرأة قد لا يعجب أخرى. قد تحتاجين إلى مزيج من التحفيز الجسدي والاتصال العاطفي، وحتى الاسترخاء لبلوغ النشوة، وقد يستغرق الأمر وقتًا ويتطلب مِراسًا لاكتشاف ما يعجبكِ ويشعركِ بالمتعة.
ابدئي باستكشاف جسمك وفهم اللمسات والحركات التي تمتعكِ، ثم شاركي هذه المعرفة مع من تحبين أو ترغبين.
لا تترددي في توجيه شريكك برفق أو اقتراح تجربة شيء جديد معًا، كتغيير الوضعية أو الوتيرة، أو إضافة منتجات حميمية وغيرها من أمور. استعدادكِ للاستكشاف يجعل تجربتكِ أكثر متعة ويريحكِ من جهد التركيز على تحقيق نتيجة معينة أو بلوغ هدف محدد.
وأخيرًا، نشجعكِ على التفكير في طبيعة التجارب الجنسية التي تخوضينها مع شريكك. هل تشعرين بالمتعة والرضا؟ إن لم يكن الأمر كذلك، فذاك قد يعني أنكِ لا تشعرين برغبة في ممارسة الجنس. في تلك الحالة ابدئي بالخطوة الأهم، وهي التحدث مع شريكك بصدق وصراحة لحل هذه المشكلة.
ج: من الرائع أنك تسعين إلى تعميق اتصالك الجنسي مع شريكك بطرق جديدة وفعالة، إذ غالبًا ما تتركز الحميمية على الروتين المألوف برغم تعدد الطرق والأساليب لخلق تجربة ممتعة ومرضية. إليكِ بعض الأفكار:
١. الحميمية غير الجنسية: المداعبة لا تبدأ في غرفة النوم، بل تتشكل خلال اليوم في لحظات الحب والتواصل التي تجمعكما. قد تكون في حضن دافئ، غزل مرح، تدليك للكتفين، أو حتى حديث صريح عن رغباتكما الحميمية.
لا تجعلي تركيزكِ ينحصر على التقنيات أثناء العلاقة فقط، بل اهتمي أيضًا ببناء شعور القرب والتقدير بينكما، فالتواصل العاطفي هو ما يجعل كل لحظة أكثر عمقًا ومتعة.
٢. ركزي على كامل الجسد: انتقلي بلمساتكِ إلى مناطق غير مألوفة، ودعي استكشافكِ يضيف عمقًا إلى التجربة. مرري أصابعكِ برفق على الرقبة، أو الظهر، أو باطن الفخذ، وامنحي شفتيكِ حرية استكشاف مواضع مثل الأذنين، ومؤخرة الرقبة، وخلف الركبة، وأسفل البطن، مما يزيد من الترقب والإثارة.
تعاملي مع الجسد كخارطة للذة بلا وجهة محددة، وركّزي على تحفيز كامل الجسد، متجاوزةً المناطق التناسلية في البداية، لإيقاظ الحواس وبناء شوق عميق يتصاعد مع كل لمسة.
٣. أشرِكي جميع الحواس: ركّزي على الحواس الخمس لتغمري نفسكِ بالكامل في التجربة. جرّبي أدوات مختلفة لاكتشاف تأثيرات متنوّعة للحرارة، والملمس، والضغط، والحركة. يمكنكِ، مثلًا، تمرير وشاح حريري على الجلد أو مكعب ثلج برفق على الحلمات لخلق إحساس مختلف.
التقييد الخفيف قد يضيف بُعدًا جديدًا إلى التجربة، مثل ربط وشاح حول المعصمين، إذ يمكن لتعطيل إحدى الحواس أن يعزز من حساسية الحواس الأخرى. جرّبي تغطية العينين أو استخدام سدادات الأذن للتركيز أكثر على الأحاسيس الجسدية والانغماس في اللحظة.
٤. التواصل اللفظي: استخدمي كلماتكِ لتعزيز القرب بينكما. اهمسي له بأفكار رومانسية مرحة، أخبريه كم تحبين ملمس جسده، وشاركيه خيالاتكِ، أو عبّري عن إعجابك بعطره، أو جسده، أو المشاعر التي يوقظها فيكِ.
يمكنكِ أيضًا إخباره بما ترغبين في فعله أو تجربته، فذلك يضيف مزيدًا من الإثارة ويجعل التجربة أكثر متعة وإثارة.
٥. تمهلي: كلما منحتِ نفسكِ الوقت، زادت متعتكِ وتحسّنت التجربة، ما لم يكن لشريككِ رغبة مختلفة. استمتعي بكل لمسة، وقبلة، وإحساس، ودعي اللحظة تأخذ مداها.
بدلًا من التركيز على بلوغ النشوة كهدف نهائي، كوني حاضرة في مشاعركِ واستمتعي بكل لحظة. انتبها لاستجاباتكما واستكشِفا التفاصيل معًا، فالمتعة الحقيقية تكمن في عيش كل لحظة بكل أحاسيسها. ستجدين في ذلك إشباعًا أعمق وأكثر رضا.
ج: المتعة الذاتية هي جانب طبيعي وصحي من التجربة الإنسانية، وليس لها في العادة آثار سلبية على حياتك الجنسية المستقبلية.
لا توجد قاعدة محددة أو معدل "طبيعي" لممارسة المتعة الذاتية، إذ أن الأمر يختلف من شخص لآخر. فهناك أشخاص قد يمارسونها يوميًا، أو بمعدلات أقل . ويبقى المهم عدم تعارضها مع حياتك اليومية أو علاقاتك.
فكري في المشاعر التي تدفعكِ لممارسة المتعة الذاتية، هل تستخدمينها كوسيلة للتعامل مع التوتر، أم لتجنب ممارسة الجنس؟ أم لأنها ببساطة تحسن مزاجك؟ إن لاحظتِ أنها تؤثر في مزاجك أو علاقاتك سلبًا، فمن المفيد التفكير في السبب والتحدث مع معالج/ة مختص/ة.
تذكري أن المتعة الذاتية يجب أن تمثل جانبًا إيجابيًا ومُرضيًا من حياتك. حاولي إيجاد التوازن المناسب، وضمان توافقها مع احتياجاتكِ وقيمكِ الشخصية.
أرسليها لنا عبر البريد الإلكتروني على [email protected]، أو عبر انستجرام، أو استخدمي هذا النموذج لإرسال سؤالك دون الإفصاح عن هويتك.
.هل وجدتِ إجاباتٍ لأسئلتك؟ أم فاتنا ذكر معلومة ما؟ شاركينا رأيك